(ماذا تكتب لبابة ؟) تساءل بهذا أحد إخوة لبابة وهو ينظر نحوها..كانت منهمكة بوصف الطبيعة الخلابة,فما زارته من موقع خلاب فرض عليها انتقاء عبارات و مفردات أجادت نثرها فوق سطورها ببراعة..حتى أن رائحة البنفسج و الياسمين كانت حاضرة في جميع صفحاتها.
طبيعة نقية الهواء..عذبة الماء وخصبة التربة..لم تغب عن واحتها الأطيار وهي تغرد..ولا الكثير من الحيوانات وهي تعدو فرحة ..طبيعة شكلت للصغيرة مادة لبيئة نظيفة سليمة تطمح إليها منذ زمن.
كتابة مكنت لبابة من إيصال أفكارها الى جميع أقرانها..لاسيما إخوتها..ما يؤكده تفاعل صغار مع ما تدونه,فها هي شقيقتها لم تستطع أن تخفي ما يدور بخلدها فقالت:لكنك لم توضحي لنا مخاطر ما تتعرض له البيئة اليوم من اعتداء أهوج في أماكن عدة .
قول كان سببا لما فاضت به عينا لبابة من دموع اختلطت بحبرها..كان الألم ينبثق من فقرات تخص هذه الجانب المأساوي الذي يهدد عالمنا بكارثة حقيقية فيما لو استمرت الإساءة بهذه الطريقة الهمجية .
بدأت لبابة في الإشارة إلى تلوث الهواء وباقي عناصر الطبيعة ...منوهة إلى أضراره الصحية والى مخاطر أخرى يسببها الاعتداء الأرعن على الكائنات الحية..ذكرت منها خطر الانقراض لعدد من الحيوانات.
زيارة للنهر القريب قامت به لبابة وصحبها ..شكلت تلك الزيارة فرصة للبابة كي تبرز مخاطر الصيد الجائر للأسماك,فما كتبته حول هذا الموضوع يثير القارئ ويتفق معها بالرأي في أنه لا يجوز أبدا الاعتداء على تلك الثروة.. وحري التقيد بأنظمة و قوانين الصيد .
ما إن عاد الصغار حتى جمعتهم جلسة حوار هادئ نوقشت خلالها قضايا بيئية كان في مقدمتها أثر الزيادة السكانية على البيئة .. لذا توقع الصغار أن يغدو ذلك محورا مهما في كتاباتها القادمة.
لكن ما لم يتوقعه شقيقها هو ضمها حوادث السير للحوادث أو الكوارث البيئية.. حدث ذلك أثناء قراءة الصغيرة لورقة عمل تخطط للمشاركة بها في ندوة بيئية نظمتها مدرستها.. وحتى يتضح الأمر للحاضرين سارعت إلى تسليط الضوء على ما تسبب به حادث سير لقطار بعدما تسربت فيه كميات كبيرة من النفط.. وكم كان مؤلما اغتيال تلك الكميات براءة الكثير من الأشجار والمروج الخضر.. لدرجة أن أحدهم أخذ يصرخ:إذا لم يعالج هذا الأمر بسرعة فإنه قد يؤدي إلى كارثة حقيقية .
(ماذا تشكل لها الكتابة؟) واضح أن من أطلق هذا السؤال لا يعرف أن الكتابة جزء مهم من عالم اختارته لبابة .. فالصغيرة قرأت كثيرا وتشكل عندها مخزون ثقافي بات يؤهلها لتفريغ ما لديها على أوراق تتفاوت في أهميتها.. وهي بالطبع لا تتردد في استشارة معلمتها بما تكتب.. رغبة في الارتقاء بمستواه .. مؤملة أن يلقى انتشارا و قبولا عند الكثيرين.
توظيف مهم للكتابة تميزت به لبابة .. فالجميع يدك أن هذا المجال كرسته لخدمة قضايا بيئية متنوعة.. في الوقت نفسه تشجع من يجد في نفسه المقدرة على الكتابة و تدعوه إلى ميدان نذرت نفسها لأجله وتتمنى أيضا من كل الأقلام الواعدة أن تسلك دربا أجمل ما فيه أنه يقود إلى خميلة وارفة الظلال.. وإلى أطيار تشدو بأغنية نظمتها لبابة (لا تنسوا أن تكتبوا عن البيئة)........
قصة العدد بقلم الدكتور فاتح ممدوح عبد الحليم